شادي صلاح الدين (لندن)

كشفت وثائق حصل عليها صحفي كندي عن أن النظام القطري يقف وراء قرصنة وسرقة المراسلات الإلكترونية الخاصة لثمانية لاعبين في المنتخب المصري لكرة القدم وشخصيات مصرية شهيرة أخرى، تم استهدافهم كجزء من خطة قرصنة واسعة النطاق أثرت على أكثر من 1200 شخصية دولية.
وذكرت صحيفة «ديلي كولر» الأميركية أن هذا هو أحدث جدال متعلق بقطر قبل استضافتها لكأس العالم القادمة، مشيرة إلى أنها غارقة في فضائح الرشوة والاحتيال والكذب.
وعلى مدار العامين الماضيين، تلقت قطر انتقادات واسعة من قبل جيرانها في الخليج بسبب إيواء وتمويل الجماعات الإرهابية.
وكشف الصحفي الكندي من أصول مصرية، محمد فهمي، في تصريحات خاصة للصحيفة الأميركية، عن أسماء لاعبي كرة القدم الذين تم قرصنة «إيميلاتهم»، بما في ذلك لاعبون لمنتخب مصر بالإضافة إلى ثلاثة أندية إقليمية أخرى، ومن بينهم حارس منتخب مصر والنادي الأهلي محمد الشناوي، ومحمود حمدي الونش مدافع الزمالك.
وقال الصحفي الكندي لصحيفة «الديلي كولر»، إنه سينتج أفلاماً وثائقية عدة، سيركز أحدها على قرصنة حسابات البريد الإلكتروني للاعبين المصريين والشخصيات السياسية الأخرى. وأكد أنه كان «مفاجأة» بالنسبة له لرؤية أسماء لاعبي كرة القدم المصريين الثمانية بين العديد من السياسيين والأكاديميين والسفراء ورؤساء الدول. غير أن خبراء آخرين يعتقدون أن اختراق لاعبي كرة القدم البارزين يتماشى مع طموحات قطر في كل من ألعاب القوى والجغرافيا السياسية.
وقال ديفيد ريبوي من مجموعة الدراسات الأمنية للصحيفة «إن المليارات التي أنفقت فيها قطر على عرضها في كأس العالم -والأمور المشبوهة التي بدا أنها مستعدة للقيام بها لتأمينها- تشير إلى مدى جدية الإمارة الخليجية الصغيرة التي تأخذ كرة القدم كأداة للتأثير والنفوذ». وأضاف «سيكون هناك العديد من الأسباب التي تجعل القطريين يقرصنون اتصالات الأشخاص البارزين».. «إنها تتراوح بين الرغبة في إسكات المنتقدين، في هذه الحالة، كجزء من جهد إما لتخريب أو جذب اللاعبين المصريين إلى فريق كرة القدم الوطني الخاص بها».
وأبلغ فهمي «ذي ديلي كولر» بأن نظام القرصنة في قطر كان أوسع بكثير من مجرد استهداف المصريين البارزين، قائلاً «إنها بالتأكيد أكبر عملية تجسس على الإنترنت في التاريخ، ليس فقط لأنها امتدت إلى العديد من المناطق في جميع أنحاء العالم، ولكن أيضاً لفترة مدتها. استمر ما يقرب من أربع سنوات بين عام 2014 وحتى تاريخنا الحالي». وبحث فهمي في هذا الموضوع خلال العام الماضي، واكتسب معلومات حول الاختراقات من خبراء الطب الشرعي. وقال إن المتسللين المدعومين من قطر في بعض الأحيان «يراقبون رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بهم فقط وفي حالات أخرى، فإنهم يسرقونها بالفعل».
وأوضح: «كان هؤلاء المتسللون يستخدمون الشبكات الظاهرية الخاصة التي أشارت إلى أنهم كانوا يعملون من بلدان مختلفة». وأشار إلى أن «الاختراق يجري من قطر من شبكة «أوريدو»، شركة الاتصالات الرئيسة في قطر. عنوان بروتوكول الإنترنت مسجل في أوريدو، وهو ما يشير إلى أنه نشأ من داخل (العاصمة القطرية) الدوحة». وأشار فهمي إلى أدلة أخرى كذلك، بما في ذلك رسائل «واتس آب» بين الأفراد الذين يعتقد أنهم مسؤولون عن مخطط التجسس الإلكتروني، «الذين يحتفلون بشكل أساسي بالوصول إلى رسائل البريد الإلكتروني، في محاولة لنسبة الفضل إليهم في سرقة عناوين البريد الإلكتروني والمحتوى».
وقال إن كل هذه المعلومات، وأكثر من ذلك بكثير، ستكون جزءاً من فيلمه القادم. وقال فهمي لصحيفة «ذي كولر»: «سيكون تركيزنا الأساسي على الأفلام التي تركز على قضايا حقوق الإنسان، وحقوق المرأة، واللاجئين، وآثار الإرهاب على الناس، وأحد الأفلام يدور حول الاختراق القطري». وأضاف «بالنسبة لي، يمثل ذلك انتهاكاً كبيراً للخصوصية والتهديد لحقوق الإنسان. وإن كان أي شيء، فإن الإعلان عن التفاصيل وحقيقة أننا سنلاحقهم قد يردعهم ويسمح لهم بأن يعرفوا أنهم لا يستطيعون الاستمرار في ذلك والابتعاد عنه دون أي مساءلة».
وقال فهمي «أعلنت ثلاث منظمات عربية غير حكومية في بيان صحفي أنها تعتزم تقديم تقرير إلى الأمم المتحدة ضد هذا التجسس الإلكتروني الذي تشارك فيه قطر، من أجل منعهم من القيام بذلك». وأوضح «إنه وصمة عار؛ لأنه إذا كنت أمة تستضيف كأس العالم في عام 2022، وكنت تتجسس على لاعبي كرة القدم، تخيل ماذا سيحدث إذا كانت جميع هذه الدول الأخرى في بلدك تستخدم خدمة (الواي فاي) في الفنادق الخاصة بك». وقال «يمكن الوصول إليهم. إنها جريمة. إنه أمر غير أخلاقي، وهو ضد كل القيم، ويجب تنبيه (الفيفا) إلى ذلك».
وقال جريج رومان، مدير منتدى الشرق الأوسط لصحيفة «ذي ديلي كولر»، حول ما يعتقد أنه السبب في دفع قطر إلى تنفيذ عمليات القرصنة «كان الأمر يتعلق بالتأثير والسلطة والغطرسة». وتابع «يريدون أن يكونوا قادرين على معرفة ما يحدث قبل أن يفعل أي شخص آخر». وقال «إنهم مهتمون بكرة القدم. هم مهتمون بالسياسة في الولايات المتحدة، هم مهتمون بالسياسة الأوروبية. إنهم يريدون أن يعرفوا ما هي أحدث الاتجاهات في الدوائر المؤيدة لسوريا والمعادية لسوريا، حتى عندما يقررون الدخول في اللعبة، فإنهم قادرون على الحصول على أكثر المعلومات تقدماً حول ما يفكر فيه الآخرون. يمكنك التأثير بشكل أفضل عندما تعرف ما الذي سيفعله جمهورك المستهدف -أو هدف حملة عمليات المعلومات- لأنك تمتلك بالفعل المعلومات الداخلية».
وأعرب رومان عن اعتقاده بأن الدافع الثاني لقطر وراء عمليات القرصنة غير الشرعية له علاقة بالسلطة، قائلاً «ليس لدى قطر الكثير من أجلها إلى جانب ثروتها. كونها دولة غنية. إنهم يحاولون دائماً الحصول على الميزة».